
رواية وجه آخر للموت
فضولك غريمك
تأليف : رشا ضامن
النوعية : روايات
الناشر : منشورات الأنيس للنشر و التوزيع

2025-06-22
روايتها المعنونة ب"وجه آخر للموت"😍
لم أستطع مغادرة الأحداث أبدا، لقد أصبحت من ضمن رواياتي المفضلة والتي سأقرأها مرارا وتكرارا، لغة سليمة جميلة سلسة عجيبة تجعلك تنغمس وتغرق في التشويق والخوف:
كل صفحة من رواية "وجه آخر للموت" للكاتبة ضامن رشا تأخذك في أعماق النفس البشرية وتستكشف الحدود الغامضة بين الفضول المدمر والواقع الموازي. تبدأ الرواية بتحذير للقارئ من عواقب الفضول، موضحة أن للموت وجهين: أحدهما مألوف للجميع، والآخر لا يعرفه إلا من غامر بالخوض في غياهب الفضول اللامحدود. هذا الوجه الثاني هو محور الرواية، حيث يلقي الضوء على عالم موازٍ ومصير مظلم ينتظر الفضوليين.
تدور الأحداث حول "أماني"، التي تجد نفسها عالقة في هذا البعد الآخر بعد أن قادها فضولها إلى الموت غرقاً في عالمها الأصلي. تستيقظ أماني في هذا البعد الموازي لتجد نفسها في واقع غريب حيث قواعد الحياة والموت مختلفة. يبدو أن الشخصيات التي قابلتها في حياتها السابقة تظهر في هذا البعد بمصائر مغايرة، مما يثير لديها تساؤلات حول طبيعة هذا العالم وارتباطه بالفضول.
تتضح تدريجياً أن هذا البعد هو نتيجة مباشرة للفضول الذي دفع بشخصيات الرواية إلى مصيرهم. فكل شخصية دفعتها صفة الفضول نحو عواقب غير متوقعة، سواء كانت الموت أو التحول إلى كائنات أخرى أو الوقوع في فخاخ لا يمكن الخروج منها. الرواية ترسم صورة قاتمة للعواقب التي يمكن أن يجرها الفضول، وكيف يمكن أن يقود الأفراد إلى عوالم لا رجعة فيها، حيث تتلاشى الحقوق وتصبح الأمنيات مجرد سراب.
تُظهر الرواية أن الموت في هذا البعد الموازي ليس نهاية، بل قد يكون بداية لوجود مختلف، ولكنه وجود محكوم بعواقب الفضول الذي أدى إليه. تتطرق الرواية إلى فكرة أن بعض الشخصيات التي ماتت في البعد الأصلي تجد نفسها في هذا البعد الموازي بأدوار ومصائر جديدة، مما يعمق الغموض حول هذا "الوجه الآخر للموت".
أماني بطلة الرواية. تموت غرقاً في بعدها الأصلي بسبب فضولها. تستيقظ في البعد الموازي حيث تجد نفسها في عالم مختلف تمامًا، محاولة فهم طبيعة هذا العالم ومصيرها فيه. مصيرها في هذا البعد هو اكتشاف الحقائق المرة حول الفضول وعواقبه.
وردة صديقة أماني المقربة. تُذكر في الرواية على لسان أماني بأنها ماتت غرقاً. يبدو أن وردة هي إحدى الشخصيات التي قادتها الظروف وربما فضولها الخاص إلى الموت، ومصيرها يرتبط بالبعد الموازي الذي وجدت فيه أماني نفسها. أصبحت جثتها أول جثة تشرحها أماني بعد تحولها إلى طبيبة تشريح في البعد الموازي، مما يضيف بعدًا مأساويًا لمصيرها.
منى صديقة أخرى لأماني ووردة. تظهر منى في البعد الموازي وهي تحمل "نجمتين تحت عينيها"، مما قد يشير إلى معاناتها أو تجربتها الخاصة في هذا البعد. تلتقي أماني بها في البعد الموازي وتعرف منها أن "أمجد ويان" توفيا في حادث مرور مروع في هذا البعد، مما يدل على مصير منى هو البقاء في هذا العالم الموازي ومعرفة مصائر الآخرين. أصبحت منى سكرتيرة في إحدى الشركات في هذا البعد، مما يدل على استمرار وجودها وتكيفها مع هذا الواقع.
أمجد ويان يُذكران على لسان منى أنهما توفيا في حادث مرور مروع في البعد الموازي. هذا يشير إلى أن مصيرهما كان الموت في هذا العالم أيضاً، مما يعزز فكرة أن الفضول قد يقود إلى نتائج وخيمة حتى في الأبعاد الأخرى.
بشكل عام، تترك الرواية القارئ يتساءل عن حدود الفضول ومخاطره، وكيف يمكن لصفة تبدو بريئة أن تفتح أبواباً لعوالم لا يمكن التنبؤ بعواقبها. مصائر الشخصيات متشابكة مع مفهوم الفضول، حيث كل منهم يدفع ثمناً مختلفاً لغوصه في المجهول.
أتمنى كل التوفيق والنجاح للكاتبة المتألقة وأحييها على التحفة الفنية وأتمنى أن تبلغ مبلغا كبيرا في عالم الكتابة.💜