كتاب بين الأدب والتاريخ (أوراق من التاريخ، 1)

شاكر مصطفى

التاريخ والحضارات

كتاب بين الأدب والتاريخ (أوراق من التاريخ، 1) بقلم شاكر مصطفى ...يقول المؤرخ : أنا ترابي . إذا رفعت رجلي عن تراب الأرض ضعت !ويقول الأديب : أنا أخلق دنياي . من فيروز عين الحبيبة . جنون الأقمار ملعبي . والرّوى غنائي الأبدي . ويقول المؤرخ : أنا للحقيقة . متى جاوزتها لم أعرف نفسي . أنا كالقاضي أبلغ السعادة متى كشفت الحق . ويقول

 الأديب : انا للجمال . للحرف المزغرد أبيع فيه ذاتي ! وثيابي !ويقول المؤرخ : أنا ابن قيود الزمان والمكان والأحداث . ولا فكاك . هدفي العلم وعكازي الوثائق والنصوص .ويقول الأديب : أما أنا فحرية العصفور . أرقص في عتمة الغاب . وفي ردهة القصر وعلى وجه الزبد . أنا فن الكذب . هدفي جمع الأقمار والعبث بما وراء النهود !ويقول المؤرخ : شخوصي من الماضي . من الزمن الذي يبتعد . أطياف تراكضوا على هذه الأرض ثم تحطموا على صخورها والعواصف .ويقول الأديب : أما شخوصي فمما وراء الخيال . إنها رؤاي وقد تكون أو لا تكون . أنا الذي أصوغها . وأنا الذي أمحو وأثبت وعندي أم الكتاب ! ويقول الذي نقل هذا الحوار أليس كل من الأدب والتاريخ يا ترى شهادة عصر ؟

شارك الكتاب مع اصدقائك