كتاب رؤيا الخريف

محمد خضير

مجموعة قصص

كتاب رؤيا الخريف بقلم محمد خضير  نبذة المؤلف: قصص هذا الكتاب متضامنة، رؤياها واحدة، متكافلة في البراهين التي تجلّيها، متكافئة في النتائج، ولم تكن تبدو كذلك حين نشرتها متفرقة، إذ أخذتها الظنون على أنها أقباس مشتتة، ترتضع من منابع بعيدة، وها هي ذي تجتمع وتتراصّ، تعرضها البراهين المتكافلة، رؤيا تتغذى من مراضع موضوعٍ واحد، موطنه (بصرياثا) وزمانه زمانها، زمان حربها وسلامها. إبتدأت القصص تنهل من معطيات واقعيةٍ ملموسة، فلما انقطعتْ معطياتها ومسبّباتها المباشرة، تعلَّقتْ بذيولها وآثارها، فلما

 اختفت هذه وطُمِسَتْ، عرَّجتْ إلى صورها الذهنية المجردة المحلّقة في أثيرها، حتى إذا ما شحبتْ هذه، انطفأتْ كذبالةٍ شحَّ زيتُها فتآكلت، وهبطت القصص من مركز عليائها إلى (ثاء ثقيلها)، وهل من موضوع، كالحرب، يتقدّم بالمحال على الممكن، ويسوّغ الشطوحَ الرمزي مآلاً للحقيقة المقيًّدة، ويسبق المطلقُ المجردُ فيه الملموسَ المقرَّب؟ أو ليست الفواجع جهةً للفراديس؟ فالمدن المحاصرَة تلفظ أهليها، وتزحف إلى الصحراء، تستجير بزمانها وترحل إلى مبتداها؛ والكتابة تنحرف عن سكّتِها وتطارد إشارتهُا معناها؛ والمخيلة منكسرة؛ والمؤلف طريد، وحيد، محُاصرَ، حيران، غريب، فلمّا انتهى زمان اليوتوبيا البرهاني، عاد الواقع العياني ليحكم بين المؤلف وقرائه، فكيف يكون الخصمُ حاكماً؟. ما كان الواقع مُنحازاً قط إلى لاواقعيته إلاّ حين أُلِجم، وسُمِّرَ، واضطُهِدَ بمفاجآت ثقيلة، استلَّتْ منه براءتَه وبساطتَه وحيادَه وزحمتَه الإجتماعية وتقاويمَه الزمنية المنتظمة... فلا تنصتوا إلى شكواه!. ولا ضير الآن، من الإعتراف بجزء من جريرة، في قصصي هذه، أعترف بما يُجلبِبُها من جُبَّةٍ وجدانية، وشِدَّةٍ أسلوبية، كما لم أتوانَ، من قبل، عن الإعتراف بما يُسربِلُ قصصي الأولى من سرابيل عاطفية رهوة، وكلاهما لباس لا يلائم نوعاً جوهرياً بسيطاً، تلك هي سُنَّة التأليف وتقلباته، وما أنا بخيّاطٍ موهوم. ولا أزعمُ إعتلال جميع رؤاي هنا، إذ عندي - ما عند الساعين مثلي إلى البنية الجوهرية البسيطة - مقاصدُ لا يتناقض صدقُ الإنفعال فيها مع بساطة البرهان في تركيبها، ولا تتعارض مقدماتُها وفروضُها مع صحة تصميمها ونتائجها، فالقصة برهان بسيط على إنفعال صادق، لكنَّ القصة الواحدة وهي تُوهِمُ بمفتاح واحد يفتح جميع الأبواب، هناك باب واحد يصلح لأن تنفذ منه إليها، بين مجموعة أبواب مضللة، وأنت لا تدخل من الباب نفسه، في كل مرةٍ تروم الدخول إلى قصة غيرها، فما أكثر الأبواب، وأخدع المفاتيح!. ذلكم هو لغز أي كتاب يجمع قصصاً متضامنة بين غلافيه، تحسبها متفرقة!...  

شارك الكتاب مع اصدقائك