كتاب فيض العزيز الغفار في بيان حقوق وأحكام الجار تأليف السيد مراد سلامة

أخي المسلم : إن المتأمل إلى أحوال كثير من الناس في الحقبة الأخيرة ليرى التقصير في حقوق الجار بل وصلت بكثير منهم أنه لا يعرف جاره و لا يراعي له حرمة و هذا مشاهد في المدن حيث يسكنون في العمارات و يقطن كل واحد منه في شقة فتراه لا يسال على جاره و لا يتفقد أحواله بل ربما يقابله و هو على السلم فلا يلقي عليه السلام ،و هذه الجفوة نابتة عن قلة و ضعف الوازع الديني و بعدهم عن كتاب بهم و سنة نبيهم - صلى الله عليه و سلم و ترى صورا أخرى من اللامبالاة بمشاعر الجيران فترى في العمارة الواحدة أو في الشارع الواحد مصاب بمصيبة كبرى فهو حسير كسير حزين و في نفس الوقت ترى الأفراح و المنكرات بشقة التي تجاوره لا تراعي شعور جاره المصاب و لا يحزن لحزنه و لا يتألم لألمه ..... لذا رأيت أن أضع بين يدي كل مسلم و مسلمة الآداب و الأحكام لتي و ردت في كتاب الملك العلام و سنة النبي همام - -  - حتى تكون حجة على الجميع أمام الله تعالى، و حتى يرجع المجتمع المسلم إلى التماسك و الترابط و التضامن ،حاله كما قال النبي - -  - عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال رسول الله - -  - مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ( ) وكما قال مسكين الدرامي: ناري ونار الجار واحدة وإليه قلبي تنزل القدر ما ضر جارا لي أجاوره ألا يكون لبابه ستر أعمى إذا ما جارتي برزت حتى يغيب جارتي الخدر( ) و قد سميت ذلك الكتاب {فيض العزيز الغفار في بيان حقوق و أحكام الجار} و سنعيش مع هذا الكتاب لنرى كيف أوصى رب الأرباب والنبي الأواب-  بالجار ورفع منزلته حتى نفى الإيمان عمن آذى الجيران ، و نزل أمين السماء على ختام الأنبياء ليوصيه بالجار حتى ظن النبي المختار أنه سيجعل للجار حقا في الميراث ... ،و سيتبين لنا ما هي الواجبات والحقوق المحتمات التي ينبغي للمؤمنين و المؤمنات أن يتخلقوا بها مع الجيران و الجارات قال أحمد بن علي الحراني : والجار لا تذكر كريمة بيته واغضب لابن الجار إن هو أغضبا احفظ أمانته وكن عزا له أبدا وعما ساءه متجنبا كن لينا للجار واحفظ حقه كرما ولا تك للمجاور عقربا( ) وجاءت الدراسة في سبعة فصول: الفصل الأول: إتحاف الأخيار بتعريف الجار وبيان حده: وفي هذا الفصل وقفت مع المعنى اللغوي للجار و تبين لنا من خلاله سعت اللغة العربية التي هي لغة القران الكريم حيث تبين لنا أن مفهوم الجار شامل لعدت معاني تصب كلها في معنى الجوار...و بينت حد الجار كما جار في الشريعة الغراء.... الفصل الثاني وصية العزيز الغفار و النبي-  المختار بالجار: و في هذا الفصل أوقفت القارئ على بيان منزلة الجار في كتاب العزيز الغفار و سنة النبي المختار -  -و بيان العقوبة لمن نال جاره منه أذى و أن ذلك قد يوصله إلى عدم كمال الإيمان و الحرمان من الجنة فالله المستعان . الفصل الثالث: حقوق الجار. وجاء هذا الفصل ليفصل في المقال وليبين لنا حقوق الجار والواجب على كل مسلم ومسلمة تجاه جاره . ألا قف بالديار وقوف دار حقوق الجار محترم الجوار وغادر ظلمه ما دمت حيا وبادر نصره حق البدار وعظم قدره سرا وجهرا تحز فخر الملا يوم الفخار وقال آخر: راع حقوق الجار في كل ما حدده الله وأوصى به وزره في الصحة مستبشرا وعده في السقم وأوصابه ولا تغيرك له حالة تبدو كشهد القول أوصابه( ) و سيتبين للمسلم الحقوق التي ينبغي له القيام بها تجاه جاره فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا الفصل الرابع: صور من إيذاء الجار: و في هذا الفصل وضعت بين يدي القارئ الكريم صورا كثيرة يقع فيها كثير من المسلمين و هي من المنهيات التي نهى عنها رب الأرض و السماوات فهي دارسة للواقع الذي يعيشه المجتمع فحري بكل مسلم أن يتأملها و أن يحاول جاهدا أن يتخلص منها . الفصل الخامس: تحذير الأبرار من الأحاديث الضعيفة والموضوعة في الجار: و اعلم زادك الله علما أن هناك أحاديث كثيرة تدور على الألسنة بالنسبة للجار و هذه الأحاديث إما ضعيفة واهية أو موضوعة مكذوبة على النبي - -فجمعتها للقارئ حتى يلم بجميع الجوانب الفصل السادس: روائع البيان من قصص الجيران: و في هذا الفصل تحقيق لما مر من آداب و أحكام على أرض الواقع في حياة سلف و خلف هذه الأمة فهي عبارة عن روائع البيان للاحسان إلى الجيران ، حتى لا يظن إنسان أن هذه الحقوق ما هي إلا كلام مكتوب ،بل هي حقيقة ماثلة أمام أعيننا فجمعت من بطون الكتب القصص التي تتعلق بالجار و نظمتها في ذلك الفصل من باب قوله -{ لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون (111) [يوسف : 111]}و من باب قول الشاعر فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح الفصل السابع: درر الأشعار في بيان الإحسان الجار: وأخيرا أخي الحبيب نقف مع درر الأشعار التي تبين لنا عن مدى عناية الأمة بالجار حتى إنهم نظموا في بيان فضله والإحسان إليه الإشعار التي تشعر المسلم بمكانة الجوار ومنزلته السامية، هيا أخي الحبيب لنبدأ صفحة جديدة كلها حب وإخاء ومودة وصفاء وبعدا عن سبل الجفاء.......... من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا وإن كان ولا بد من العتب فبالحسنى فقد قيل لنا عنكم كما قيل لكم عنا كفى ما كان من هجر وقد ذقتم كما ذقنا وما أحسن أن نرجع للود كما كنا)( ) فالله اسأل أن ينفع بهذا العمل المسلمين والمسلمات أن يجعله خالصا لوجهه الكريم إن شئت أن تحظى بجنة ربنا وتفوز بالفضل الكبير الخالد فانهض لفعل الخير واطرق بابه تجد الإعانة من إله ماجد واعكف على هذا الكتاب فإنه جمع الفضائل جمع فذ ناقد يهدي إليك كلام أفضل مرسل فيما يقرب من رضاء الواحد فأدم قراءته بقلب خالص وادع لكاتبه وكل مساعد كتبه أبو همام / السيد مراد سلامة إمام و خطيب و مدرس بوزارة الأوقاف المصرية م 0169835268